أهمية الماء في حياة الإنسان والحيوان والنبات يشغل الماء حوالي ثلثين من مساحة سطح الأرض ويمثل نحو 75% من تركيب الإنسان الجسماني، وهو بذلك يعتبر من المكونات الأساسية اللازمة لبقاء الحياة على كوكبنا تتدفق المياه في جسد الإنسان بالطريقة ذاتها التي تتحرك بها في أنحاء الأرض، حيث تساهم في حل ونقل وتحديث العناصر العضوية والمغذيات وتخلص الجسم من الشوائب، كما تعدل وظائف السوائل والأنسجة والخلايا الليمفاوية بالإضافة إلى إفرازات الغدد ويلعب الماء دور حيوي في دعم الكثير من المجالات البشرية الهامة مثل الزراعة والصناعة ووسائل النقل، التي تمثل فقط جزء صغير من منظومة الأنشطة التي تعتمد على الماء بصورة أساسية.

أهمية الماء في حياة الإنسان

يشتمل الجسم البشري على نسبة مائية تقدر بـ65%، ومن الضروري أن يتلقى الجسم كميات معينة من الماء كل يوم ليحافظ على حياته بصورة صحية ومستقيمة تتأثر هذه الكميات بمتغيرات مختلفة مثل جنس الشخص والمكان الذي يقطن فيه جغرافياً على سبيل المثال، الرجل البالغ يتوجب عليه استهلاك تقريباً 3 لترات من الماء يومياً، في حين أن الأنثى البالغة تحتاج إلى 2.2 لتر كل يوم ويمكن تحقيق استهلاك هذه الكميات عبر شرب السوائل مباشرة أو عن طريق تناول أطعمة تشتمل على نسب مائية تتعدد الوظائف الحيوية للماء داخل الجسم البشري ومن أبرزها:

مكون أساسي لكل خلية من خلايا جسم الإنسان، يقوم بدور رئيسي كمادة أساسية لبناء الخلية.
تسيير حرارة جسم الإنسان من الداخل يتم بوساطة العمليات الخاصة بالتنفس وإفراز العرق.
تحويل الكربوهيدرات والبروتينات المهمة للجسم إلى أشكال يمكن استخدامها عن طريق التفاعلات الأيضية، وتوزيعها في أنحاء الجسم عبر الدورة الدموية.
إزالة النفايات من الجسم يتم بشكل أساسي عبر عملية الإدرار.
تشكيل واق يحمي المخ أو العمود الفقري أو الأجنة داخل أرحام الأمهات من الصدمات التي قد تحدث.
مكون رئيسي لمادة اللعاب.
تخفيض الاحتكاك بين المفاصل، حيث يكون بمثابة مادة تليين تسهل حركتها.

أهمية الماء للحيوانات

تحتاج الدهون المتواجدة في جسم الكائنات الحية إلى نسبة تصل إلى 10% من الماء في تركيبتها، بالإضافة إلى أن الماء يمتلك خواص بيولوجية مميزة تتعلق بجسم الحيوان نفسه.
يعجز الحيوان القاضم عن أداء وظائفه، وكذلك تنفيذ عمليات التفكيك بدون وجود الماء، إلى جانب دوره الأساسي في نقل العناصر الغذائية الممتصة إلى مجرى الدم.
يعمل الماء كوسيط لنقل وإزالة كل الشوائب المتواجدة داخل أجساد الكائنات الحية، كما أنه يشكل الأساس لجميع العمليات الحيوية التي تحدث في الجسم.
يساهم الماء في تحقيق التوازن الحراري للجسم عبر آلية التبخر التي تقع على سطح جلد الكائنات الحية، كذلك عبر عرقها كما يوفر الماء الليونة اللازمة للعضلات مما يسهم في جعلها كذلك تتمتع بقوة استثنائية.
يتلقى الكائن الحي مياه الضرورية لوظائف جسمه، إما عن طريق الشرب مباشرة، أو عبر المياه التي تتكون بفعل التفاعلات الأكسدية للعناصر الغذائية كما يلعب الماء دور محوري في النظام الغذائي، إذ يتواجد بشكل أساسي في جميع أصناف الأطعمة التي قد تستهلكها الحيوانات بمختلف فصائلها.

أهمية الماء للنبات

الماء يعود بالفائدة على كافة أشكال الحياة بما فيها النباتات فبدون المياه، لا يمكن للنباتات أن تنمو وتتطور، وهذا يعني أن الإنسان لن يعثر على الخضروات اللازمة لغذائه، كما أنه لن يتمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية الساحرة التي تسر العين وسنتحدث فيما يلي عن الأهمية الكبرى للماء بالنسبة للنباتات:

يمكن للماء أن يكون عنصر مساعد للنباتات في عملية تكوينها بفضل عملية تعرف باسم التبريد الناتج عن التبخر، والتي تلعب دور رئيسي في عملية البناء الضوئي.
خلال عملية التمثيل الضوئي، تقوم النباتات باستخدام الماء بهدف استخلاص ثاني أكسيد الكربون وبالإضافة إلى ذلك، يلعب الماء دور هام في توازن الضغط داخل خلايا النبات.
يعد الماء حجر الأساس في تطور ونضوج الزروع التي يقوم البشر بزرعها للحصول على مختلف أنواع النباتات الضرورية لاستمرار حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى.
يعتبر الماء العامل الأساسي لتوصيل جميع المواد الغذائية والمعدنية من التربة إلى النبات، والتي من غيرها لا يمكن أن يتطور المحصول وينمو، كما أن له دورا بارزا في الوظائف الحيوية المتعلقة بالنبات.

إرشادات المحافظة على المياه

هناك العديد من الطرق للحفاظ على الماء، وتشمل هذه التوجيهات:

يتم إجراء أعمال الصيانة دوريًا للأنابيب دون ضياع الماء أو تضرر أي من الأنابيب مما قد يؤدي إلى استهلاك مفرط وغير مبرر للماء.
من الضروري تنظيم مبادرات تثقيفية لتوجيه الناس بصفة مستمرة حول أهمية الماء في الحياة وطرق الحفاظ عليه، بما في ذلك ضمن البيئة التعليمية في المدارس، بهدف تنشئة جيل جديد يعي قيمة المحافظة على الموارد الطبيعية وإبقائها في حالة نقية وصحية.
مسعى لاستكشاف موارد مائية بديلة، من قبيل: تنقية مياه الفضلات، وتقطير مياه الأملاح البحرية، وتوظيف هذه المياه في مجالات الزراعة والسقي.
تجنب تبديد الماء في استخدامات غير ضرورية كغسل الأرصفة بالخراطيم.
تبني أساليب معاصرة في الري، كالتقطير، والابتعاد عن أساليب الري التقليدية مثل الغمر الذي يعود للعصور البقية وكان يؤدي لإهدار الماء.
تجنب إلقاء القمامة والمخلفات في مياه البحار والمحيطات، وكذلك الامتناع عن تسريب الزيوت إلى هذه المسطحات المائية خلال عمليات الشحن والنقل.

الماء والكائنات البحرية

تشتمل البحار على كائنات وأسماك لها أشكال وألوان مختلفة ومتنوعة، وهذه الكائنات لا يمكن أن تعيش بدون الماء يستمتع الناس بمراقبة جمال هذه الكائنات الرائعة كما يعتمدون عليها أيضًا كمورد أساسي للطعام.

في نهاية حديثي حول أهمية الماء في حياة الإنسان والحيوان والنبات، أود أن أشدد على أهميتها كعنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة، وبالتالي يجب أن نحرص على حمايتها وتجنب هدرها، لأن ذلك يعد مسؤولية جماعية للإنسانية ككل فإذا لم نلتزم بهذا الواجب، قد نجد أنفسنا في يوم من الأيام في عالم خالٍ من المياه ومن الحياة ذاتها، عالم يسوده الأمراض والتلوث.

أهمية الماء في حياة الإنسان والحيوان والنبات